كتب الفنان يحيى الشيخ في صفحته على الفيسبوك عن الكتاب
كتاب "الشوق" سيصدر قريبا عن دار الرافدين
كتاب "الشوق" يشبه حياتي تماماً، مرتع لضروب متباينة من صيغ العيش؛ الأزمنة، الأماكن، المناخات، والثقافات؛ لكنه ليس كتاب سيرة ذات تواريخ ووقائع، أنما شوق لبس كلمات عاش معي!
لهذا ليس مجدياً الحديث عن أسلوب أو طريقة، وقد آمنت بأن أسلوب المرء: تاريخه، والكتابة فطرة وبديهة مثل الحياة، الكفاية فيها تشبه الولادة؛ عسيرة ومقدسة.
لكني لا أنكر حقيقة أني كتبتُ ما تجاوز الثلاثمئة صيغة للكتاب طيلة عام، وبمعدل صيغة في اليوم؛ وكانت الواحدة تلغي الأخرى. فيه شذبتُ الواقع، وركبّتُ المكان، واستبدلت زمناً بزمن، وجبلت شخصيات بأُخرى، وزوّرتُ وقائعاً وأسماءً. طيلتها كنتُ مأخوذاً بالسعي خلف فكرة بدائية تنص على أن الموتى المندائيين يجترحون معجزات تختزل الحياة في حلم واحد، حلم أطول من موتهم، تختلط فيه الأماكن والأحداث والوجوه؛ فاستدعيت أبي، من قبره، ليشهد على حقيقة الفكرة أو بطلانها! وكانت اللغة فعل يماثل كل الأفعال، لا ترصد ذاتها كلياً إلا حينما تصبح ماضياً... خلالها كانت الوقائع تعاني من ازدواج غير مبتوت به، كما في حلم يقظة، ما أن يشرف على واقعه، يتبدد.
هل تشكل هذه التفاصيل أسلوباً في نظركم، أم أنها مسامير لتثبيت الكتاب على صليب شاغر؟
أتمنى أن تجدون فيه ما يعفيني عن صعود الجلجلة.