يتميز عبد الامير علوان بموهبة نادرة بين الرسامين المعاصرين اينما كانوا. تبرز في قدرته على التعامل مع الالوان المائية بعفوية و رهافة. مع حساسية للضوء و الشكل تؤكد حبه لما تقع عليه العين من مشهد. مهما كان. زقاقاً في المدينة، او بستانا في الريف او جمعا من الباعة و المشترين في سوق شعبية، او امرأة في دثار، غدت زخارفه جزءا من التشكيل النهائي للوحته. و في رسومه المائية دائما اشراقة فسيحة و ايحاء بالفضاء يجعلنا كلاهما نستمد من كل لوحة شيئاً اصغر. يملأها بجزيئات تعجب لدقتها المتناهية. و حين يتعامل مع الالوان الزيتية او الاكريليك فانه لا يجازف فقط بأتساع قماشته، بل بموضوعه الانساني ايضا، حين تتعاون التفاصيل كلها، و قد رسمها بواقعية سحرية، في خلق جو سادر قلق يبرع الفنان في تصويره، و يجعل من المرأة الشابه و ما بين يديها، او ما يحيط بها، متوازيات لتأملاتها و شاعرية احزانها، هذه الواقعية السحرية تكاد تصيب المشاهد احيانا بهوس جميل يدفعه الى التمعن فيها واعادة التمعن و كلما اعاد النظر اليها، بانت و كأنها تجربة جديدة، و لا ينتهي تجدد ايحاءاتها