في هذا العمل شاء الفانن أن ينهج نهجاً انطباعياً من خلال توزيع الضوء وحزم وقوة ضربات الفرشاة القصيرة، مِن وضع مسحات لونية يكوّن من خلالها شكلاً موحياً، ومِن خلطة ألوان خبيرة ينقلنا بها إلى عوالمه البارعة. يصل الفنّان إلى عوالم الإجادة والدقة والاختزال عندما تندمج ثقته بعينه ويده وفرشاته، وقد بلغت حدّ البديهة والتلقائية وهذا ما يمكن تسميته بالسهل المُمتنع. يملأ فائق حسن عمله هذا بحركة وديناميكية تنقل الرائي إلى دفء المشهد وحيويته، حيث الطبيعة والشجر والشمس والأطفال الذين يلعبون متحلّقين حول عائلتهم المسترخية والذي يتربع في وسطها سماور شاي لا غنى عنه في مثل هذه السفرات البغدادية وسط البساتين والحقول.
من باليتته المُترعة بالألوان الغامقة التي يُجيد استخدامها ببراعة مُتمرِّس يرسم الفنان على سطح لوحته هذه حنيناً لأيام أثيرة وحميمية، ومن الخانات العتيقة ومن القَيصريّات التي شاخ بها الزمن في أزقة بغداد الضيّقة واضعاً صبّاغ النيلة مع أدواته وأصباغه المتواضعة وكأنّه يَصبغ بالنيلة أقمشة زبائنه مُستخدِماً يده وقوته ومهارة حركته. يَبرع فائق حسن بتوزيع مساحات الظلّ والنور بإتقان رسّام أكاديمي لا يُشَقّ له غبار. تناول الفنّان هذا الموضوع في العديد من أعماله وبطرق مختلفة وبأحجام مُتعددة.
الجالغي البغدادي: فِرقة موسيقية بغدادية صغيرة كانت وما تزال تُرافق قُرّاء المَقام وتتألّف من عازفي الآلات الموسيقية (السنطور - الجوزة - الطبلة - الرق) والذين يقومون بالعزف وكذلك يردّدون البَستات التي تغنّى في ختام المَقام الشرقي. وكلمة جالغي ذات أصل في اللغة العربية وجَرَت كمصطلح يُطلق على الفِرقة التي تؤدي هذا الغناء الفولكلوري. وثّق الفنّان الأزياء البغدادية المُتعارف عليها في مرحلة الخمسينات والستينات مثل الجرّاوية البغدادية، الطربوش، العباءة، والدشداشة العربية.
عاش فائق حسن يتيماً وكان خالُه (فاضل عبد الغني) الذي يعمل في القصر الملكي قد رعاه واهتم به كأبيه، وأخذ يَصطَحبه في الأماكن التي يرتادها ويُشجّعه، وقد ترك أثراً أبوياً بالغاً في نفس فائق حسن. كان خاله سبباً أن لاحظ الملك فيصل الأوّل موهبة هذا الطفل والذي وعده ببعثة إلى خارج العراق لدراسة الفن.
في هذا العمل شاء الفانن أن ينهج نهجاً انطباعياً من خلال توزيع الضوء وحزم وقوة ضربات الفرشاة القصيرة، مِن وضع مسحات لونية يكوّن من خلالها شكلاً موحياً، ومِن خلطة ألوان خبيرة ينقلنا بها إلى عوالمه البارعة. يصل الفنّان إلى عوالم الإجادة والدقة والاختزال عندما تندمج ثقته بعينه ويده وفرشاته، وقد بلغت حدّ البديهة والتلقائية وهذا ما يمكن تسميته بالسهل المُمتنع. يملأ فائق حسن عمله هذا بحركة وديناميكية تنقل الرائي إلى دفء المشهد وحيويته، حيث الطبيعة والشجر والشمس والأطفال الذين يلعبون متحلّقين حول عائلتهم المسترخية والذي يتربع في وسطها سماور شاي لا غنى عنه في مثل هذه السفرات البغدادية وسط البساتين والحقول.